فصل: الآيات (176ـ 191)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


-  قوله تعالى‏:‏ كذبت قوم نوح المرسلين*إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون*إني لكم رسول أمين*فاتقوا الله وأطيعون*وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين*فاتقوا الله وأطيعون*قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون*قال وما علمي بما كانوا يعملون*إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون*وما أنا بطارد المؤمنين*إن أنا إلا نذير مبين*قالوا لئن لم تنته يانوح لتكونن من المرجومين*قال رب إن قومي كذبون*فافتح بيني وبينهم فتحا ونجني ومن معي من المؤمنين*فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون*ثم أغرقنا بعد الباقين*إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين*وإن ربك لهو العزيز الرحيم‏.‏

أخرج ابن المنذر عن ابن عباس ‏{‏قالوا أنؤمن لك‏}‏ قالوا‏:‏ أنصدقك‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ‏{‏واتبعك الأرذلون‏}‏ قال‏:‏ الحواكون‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏واتبعك الأرذلون‏}‏ قال‏:‏ سفلة الناس وأراذلهم‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة ‏{‏واتبعك الأرذلون‏}‏ قال‏:‏ الحواكون‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج ‏{‏إن حسابهم إلا على ربي‏}‏ قال‏:‏ هو أعلم بما في أنفسهم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏لتكونن من المرجومين‏}‏ قال‏:‏ بالحجارة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن ‏{‏لتكونن من المرجومين‏}‏ قال‏:‏ بالشتيمة‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏فافتح بيني وبينهم فتحا‏}‏ قال‏:‏ اقض بيني وبينهم قضاء‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الازرق قال له‏:‏ أخبرني عن قوله عز وجل ‏{‏الفلك المشحون‏}‏ قال‏:‏ السفينة الموقورة الممتلئة‏.‏ قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ أما سمعت قول عبيد بن الأبرص‏:‏

شحنا أرضهم بالخيل حتى * تركناهم أذل من الصراط

وأخرج ابن أبي شيبه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس انه قال‏:‏ تدرون ما المشحون‏؟‏ قلنا‏:‏ لا‏.‏ قال هو الموقر‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏الفلك المشحون‏}‏ قال‏:‏ الممتلئ‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ‏{‏الفلك المشحون‏}‏ قال‏:‏ المملوء المفروغ منه تحميلا‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ‏{‏في الفلك المشحون‏}‏ قال‏:‏ المحمل‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ‏{‏في الفلك المشحون‏}‏ كنا نحدث‏:‏ انه الموقر‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن الشعبي ‏{‏في الفلك المشحون‏}‏ قال‏:‏ المثقل‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح ‏{‏في الفلك المشحون‏}‏ قال‏:‏ سفينة نوح‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ كذبت عاد المرسلين*إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون*إني لكم رسول أمين*فاتقوا الله وأطيعون*وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العلمين*أتبنون بكل ريع آية تعبثون*وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون*وإذا بطشتم بطشتم جبارين*فاتقوا الله وأطيعون*واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون*أمدكم بأنعام وبنين*وجنات وعيون*إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم*قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين*إن هذا إلا خلق الأولين*وما نحن بمعذبين*فكذبوه فأهلكناهم إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين*وإن ربك لهو العزيز الرحيم‏.‏

أخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ‏{‏أتبنون بكل ريع‏}‏ قال‏:‏ طريق ‏{‏آية‏}‏ قال‏:‏ علما ‏{‏تعبثون‏}‏ قال‏:‏ تلعبون‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏أتبنون بكل ريع‏}‏ قال‏:‏ شرف‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ‏{‏أتبنون بكل ريع‏}‏ قال‏:‏ طريق‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صخر قال ‏{‏الريع‏}‏ ما استقبل الطريق بين الجبال والظراب‏.‏

وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ‏{‏أتبنون بكل ريع‏}‏ قال‏:‏ بكل فج بين جبلين ‏{‏آية‏}‏ قال‏:‏ بنيانا ‏{‏وتتخذون مصانع‏}‏ قال‏:‏ بروج الحمام‏.‏

وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله ‏{‏تعبثون‏}‏ قال‏:‏ تلعبون‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد ‏{‏وتتخذون مصانع‏}‏ قال‏:‏ قصورا مشيدة وبنيانا مخلدا‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة ‏{‏وتتخذون مصانع‏}‏ قال‏:‏ مآخذ للماء قال‏:‏ وكان في بعض القراءة ‏(‏وتتخذون مصانع كأنكم خالدون‏)‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏لعلكم تخلدون‏}‏ قال‏:‏ كأنكم تخلدون‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ‏{‏واذا بطشتم بطشتم جبارين‏}‏ قال‏:‏ بالسوط والسيف‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏بطشتم جبارين‏}‏ قال‏:‏ أقوياء‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏بطشتم جبارين‏}‏ قال‏:‏ أقوياء‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏إن هذا إلا خلق الأولين‏}‏ قال‏:‏ دين الأولين‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏إن هذا إلا خلق الأولين‏}‏ قال‏:‏ أساطير الأولين‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن ابن مسعود انه كان يقرأ ‏{‏إن هذا إلا خلق الأولين‏}‏ يقول شيء اختلقوه وفي لفظ يقول ‏{‏اختلاق الأولين‏}‏‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ‏{‏إن هذا إلا خلق الأولين‏}‏ قال‏:‏ كذبهم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن علقمة ‏{‏إن هذا إلا خلق الأولين‏}‏ قال‏:‏ اختلاقهم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ ‏{‏إن هذا إلا خلق الأولين‏}‏ مرفوعة الخاء مثقلة‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏إن هذا إلا خلق الأولين‏}‏ قال‏:‏ هكذا خلقت الاولون، وهكذا كان الناس يعيشون ما عاشوا، ثم يموتون ولا بعث عليهم ولا حساب ‏{‏وما نحن بمعذبين‏}‏ أي إنما نحن مثل الأولين نعيش كما عاشوا ثم نموت لا حساب ولا عذاب علينا ولا بعث‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ كذبت ثمود المرسلين*إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون*إني لكم رسول أمين*فاتقوا الله وأطيعون*وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين*أتتركون فيما هاهنا آمنين*في جنات وعيون*وزروع ونخل طلعها هضيم*وتنحتون من الجبال بيوتا فرهين*فاتقوا الله وأطيعون*ولا تطيعوا أمر المسرفين*الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون*قالوا إنما أنت من المسحرين*ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين*قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم*ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم*فعقروها فأصبحوا نادمين*وأخذهم العذاب إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين*وإن ربك لهو العزيز الرحيم‏.‏

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏ونخل طلعها هضيم‏}‏ قال‏:‏ معشب‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ان نافع بن الازرق قال له أخبرني عن قوله عز وجل ‏{‏طلعها هضيم‏}‏ قال‏:‏ منضم بعضه إلى بعض قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ أما سمعت قول أمرئ القيس‏:‏

دار لبيضاء العوارض طفلة * مهضومة الكشحين ريا المعصم

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد عن يزيد بن أبي زياد ‏{‏ونخل طلعها هضيم‏}‏ قال‏:‏ هو الرطب وفي لفظ قال‏:‏ المذنب الذي قد رطب بعضه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ‏{‏طلعها هضيم‏}‏ قال‏:‏ لين‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن ‏{‏طلعها هضيم‏}‏ قال‏:‏ الرخو‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك قال ‏{‏الهضيم‏}‏ إذا بلغ البسر في عذوقه فعظم‏.‏ فذلك الهضم‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد ‏{‏طلعها هضيم‏}‏ قال‏:‏ يتهشم تهشما‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد ‏{‏طلعها هضيم‏}‏ قال‏:‏ الطلعة إذا مسستها تناثرت‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن ‏{‏طلعها هضيم‏}‏ قال‏:‏ ليس فيه نوى‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة قال ‏{‏الهضيم‏}‏ الرطب اللين‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ ‏{‏وتنحتون‏}‏ بكسر الحاء ‏(‏الجبال بيوتا فارهين‏)‏ بالالف‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏فرهين‏}‏ قال‏:‏ حاذقين‏.‏

وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي صالح في قوله ‏{‏فرهين‏}‏ قال‏:‏ حاذقين بنحتها‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن معاوية بن قرة ‏{‏فرهين‏}‏ قال‏:‏ حاذقين‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏فرهين‏}‏ قال‏:‏ أشرين‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ‏{‏فرهين‏}‏ قال‏:‏ شرهين‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عطية في قوله ‏{‏فارهين‏}‏ قال‏:‏ متجبرين‏.‏وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن عبد الله بن شداد في قوله ‏{‏فارهين‏}‏ قال‏:‏ يتجبرون‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏فرهين‏}‏ قال‏:‏ معجبين بصنعكم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ‏{‏ولا تطيعوا أمر المسرفين‏}‏ قال‏:‏ هم المشركون وفي قوله ‏{‏إنما أنت من المسحرين‏}‏ قال‏:‏ هم الساحرون‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ‏{‏إنما أنت من المسحرين‏}‏ قال‏:‏ المسحورين‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والخطيب وابن عساكر من طرق عن ابن عباس في قوله ‏{‏إنما أنت من المسحرين‏}‏ قال‏:‏ من المخلوقين ثم أنشد قول لبيد بن ربيعة‏:‏

ان تسألينا فيم نحن فاننا * عصافير من هذا الانام المسحر

وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء عن أبي صالح ومجاهد في قوله ‏{‏من المسحرين‏}‏ قالا‏:‏ من المخدوعين‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ ‏{‏إنما أنت من المسحرين‏}‏ مثقلة وقال‏:‏ المسحر‏:‏ السوقة الذي ليس بملك‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب من عاش بعد الموت وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس‏.‏ ان صالحا بعثه الله إلى قومه فآمنوا به، ثم انه لما مات كفر قومه ورجعوا عن الإسلام، فاحيا الله لهم صالحا وبعثه اليهم فقال‏:‏ أنا صالح فقالوا‏:‏ قد مات صالح، ان كنت صالحا ‏{‏فائت بآية ان كنت من الصادقين‏}‏ فبعث الله الناقة فعقروها وكفروا فاهلكوا، وعاقرها رجل نساج يقال له قدار بن سالف‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة قال ‏{‏هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم‏}‏ قال‏:‏ كانت إذا كان يوم شربها شربت ماءهم كله، فإذا كان يوم شربهم كان لأنفسهم ومواشيهم وأرضهم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال‏:‏ إذا كان يومها أصدرتهم لبنا ما شاؤا‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ كذبت قوم لوط المرسلين*إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون*إني لكم رسول أمين*فاتقوا الله وأطيعون*وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلاعلى رب العالمين*أتأنون الذكران من العالمين*وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون*قالوا لئن لم تنته يا لوط لتكونن من الخرجين*قال إني لعملكم من القالين*رب نجني وأهلي مما يعملون*فنجيناه وأهله أجمعين*إلا عجوزا في الغابرين*ثم دمرنا الآخرين*وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين*إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين*وإن ربك لهو العزيز الرحيم‏.‏

أخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ‏{‏وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم‏}‏ قال‏:‏ تركتم أقبال النساء إلى أدبار الرجال وأدبار النساء‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد ‏{‏وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم‏}‏ قال‏:‏ ما أصلح لكم يعني القبل‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة ‏{‏وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم‏}‏ يقول‏:‏ ترك أقبال النساء إلى أدبار الرجال‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله ‏{‏بل أنتم قوم عادون‏}‏ قال‏:‏ متعدون‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن مجاهد قال‏:‏ في قراءة عبد الله ‏(‏وواعدناه أن نؤمنه أجمعين إلا عجوزا في الغابرين‏)‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة ‏{‏إلا عجوزا في الغابرين‏}‏ قال‏:‏ هي امرأة لوط غبرت في عذاب‏.‏

وأخرج الطستي عن ابن عباس‏.‏ أن نافع بن الازرق قال له‏:‏ اخبرني عن قوله ‏{‏في الغابرين‏}‏ قال‏:‏ في الباقين قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ أما سمعت قول عبيد بن الابرص‏؟‏‏:‏

ذهبوا وخلفني المخلف فيهم * فكانني في الغابرين غريب

-  قوله تعالى‏:‏ كذب أصحاب الأيكة المرسلين*إذ قال لهم شعيب ألا تتقون*إني لكم رسول أمين*فاتقوا الله وأطيعون*وما أسألكم عليه من أجر أن أجري إلا على رب العالمين*وأوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين*وزنوا بالقسطاس المستقيم*ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين*واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين*قالوا إنما أنتمن المسحرين*وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين*فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين*قال ربي أعلم بما تعملون*فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم*إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين*وإن ربك لهو العزيز الرحيم‏.‏

أخرج عبد بن حميد عن مجاهد ليكة قال ‏{‏الأيكة‏}‏‏.‏

وأخرج اسحق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس في قوله ‏{‏كذب أصحاب الأيكة المرسلين‏}‏ قال‏:‏ كانوا أصحاب غيضة بين ساحل البحر إلى مدين، وقد أهلكوا فيما يأتون‏.‏ وكان أصحاب الأيكة مع ما كانوا فيه من الشرك استنوا سنة أصحاب مدين‏.‏ فقال لهم شعيب ‏{‏إني لكم رسول أمين‏}‏، ‏{‏فاتقوا الله وأطيعون‏}‏، ‏{‏وما أسألكم‏}‏ على ما أدعوكم عليه أجرا في العاجل في أموالكم ‏{‏ان أجري إلا على رب العالمين‏}‏، ‏{‏واتقوا الذي خلقكم والجبلة‏}‏ يعني وخلق الجبلة ‏{‏الأولين‏}‏ يعني القرون الأولين الذين أهلكوا بالمعاصي ولا تهلكوا مثلهم ‏{‏قالوا إنما أنت من المسحرين‏}‏ يعني من المخلوقين ‏{‏وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين‏}‏، ‏{‏فأسقط علينا كسفا من السماء‏}‏ يعني قطعا من السماء ‏{‏فأخذهم عذاب يوم الظلة‏}‏ أرسل الله عليهم سموما من جهنم، فأطاف بهم سبعة أيام حتى انضجهم الحر، فحميت بيوتهم، وغلت مياههم في الآبار والعيون، فخرجوا من منازلهم ومحلتهم هاربين والسموم معهم، فسلط الله عليهم الشمس من فوق رؤوسهم فتغشتهم حتى تقلقلت فيها جماجمهم، وسلط الله عليهم الرمضاء من تحت أرجلهم حتى تساقطت لحوم أرجلهم، ثم أنشأت لهم ظلة كالسحابة السوداء، فلما رأوها ابتدروها يستغيثون بظلها حتى إذا كانوا تحتها جميعا‏.‏ أطبقت عليهم فهلكو ونجى الله شعيبا والذين آمنوا به‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏والجبلة الأولين‏}‏ قال‏:‏ الخلق الأولين‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد ‏{‏والجبلة الأولين‏}‏ قال‏:‏ الخليقة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة ‏{‏فأسقط علينا كسفا من السماء‏}‏ قال‏:‏ قطعا من السماء‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال‏:‏ ان أهل مدين عذبوا بثلاثة أصناف من العذاب‏.‏ أخذتهم الرجفة في دارهم حتى خرجوا عليهم‏.‏ فارسل الله عليهم الظلة فدخل تحتها رجل قال‏:‏ ما رأيت كاليوم ظلا أطيب ولا ابرد هلموا أيها الناس، فدخلوا جميعا تحت الظلة، فصاح فيهم صيحة واحدة، فماتوا جميعا‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن قتادة قال‏:‏ ‏{‏أصحاب الأيكة‏}‏ أصحاب شجر وهم قوم شعيب، وأصحاب الرس‏:‏ أصحاب آبار وهم قوم شعيب‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن السدي قال‏:‏ بعث شعيبا إلى أصحاب الأيكة - والأيكة غيضة - فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة‏.‏

قال‏:‏ فتح الله عليهم بابا من أبواب جهنم، فغشيهم من حره ما لم يطيقوه، فتبردوا بالماء وبما قدروا عليه، فبينما هم كذلك إذا رفعت لهم سحابة فيها ريح باردة طيبة، فلما وجدوا بردها ساروا نحو الظلة، فاتوها يتبردون بها فخرجوا من كل شيء كانوا فيه، فلما تكاملوا تحتها طبقت عليهم بالعذاب‏.‏ فذلك قوله ‏{‏فاخذهم عذاب يوم الظلة‏}‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن قال‏:‏ سلط الله الحر على قوم شعيب سبعة أيام ولياليهن حتى كانوا لا ينتفعون بظل بيت ولا ببرد ماء، ثم رفعت لهم سحابة في البرية فوجدوا تحتها الروح، فجعلوا يدعوا بعضهم بعضا‏.‏ حتى إذا اجتمعوا تحتها أشعلها الله عليهم نارا‏.‏ فذلك قوله ‏{‏فاخذهم عذاب يوم الظلة‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس انه سئل عن قوله ‏{‏فاخذهم عذاب يوم الظلة‏}‏ فقال‏:‏ بعث الله عليهم وهدة وحرا شديدا، فاخذ بانفاسهم، فدخلوا أجواف البيوت، فدخل عليهم أجواف البيوت، فاخذ بانفاسهم فخرجوا من البيوت هرابا إلى البرية‏.‏

فبعث الله عليهم سحابة فاظلتهم من الشمس، فوجدوا لها بردا ولذة، فنادى بعضهم بعضا حتى إذا اجتمعوا تحتها أسقطها الله عليهم نارا‏.‏ فذلك قوله ‏{‏عذاب يوم الظلة‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة ‏{‏فاخذهم عذاب يوم الظلة‏}‏ قال‏:‏ ذكر لنا أنه سلط الله عليهم الحر سبعة أيام لا يظلهم ظل ولا ينفعهم منه شيء، فبعث الله عليهم سحابة، فلحقوا اليها يلتمسون الروح في ظلها‏.‏ فجعلها الله عليهم عذابا فاحرقتهم‏.‏ بعثت عليهم نارا فاضطرمت فاكلتهم‏.‏ فذلك عذاب يوم الظلة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن علقمة ‏{‏فاخذهم عذاب يوم الظلة‏}‏ قال‏:‏ أصابهم الحر حتى أقلقهم من بيوتهم فخرجوا، ورفعت لهم سحابة فانطلقوا اليها، فلما استظلوا بها، أرسلت اليهم فلم ينفلت منهم أحد‏.‏

وأخرج الحاكم عن زيد بن أسلم قال‏:‏ كان ينهاهم عن قطع الدراهم ‏{‏فاخذهم عذاب يوم الظلة‏}‏ حتى إذا اجتمعوا كلهم كشف الله عنهم الظلة، وأحمى عليهم الشمس، فاحترقوا كما يحترق الجراد في المقلى‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم عن مجاهد في قوله ‏{‏فاخذهم عذاب يوم الظلة‏}‏ قال‏:‏ ظلل من العذاب أتاهم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس قال‏:‏ من حدثك من العلماء‏:‏ ما عذاب يوم الظلة‏.‏ فكذبه‏.‏

وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس قال‏:‏ من حدثك من العلماء ما عذاب يوم الظلة ‏[‏‏؟‏‏؟‏‏]‏ قال‏:‏ أخذهم حر أقلقهم من بيوتهم، فانشئت لهم سحابة فاتوها فصيح بهم فيها والله أعلم‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ وإنه لتنزيل رب العالمين*نزل به الروح الأمين*على قلبك لتكون من المنذرين*بلسان عربي مبين*وإنه لفي زبر الأولين*أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل*ولو أنزلناه على بعض الأعجمين*فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين*كذلك سلكناه في قلوب المجرمين*لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم*فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون*فيقولوا هل نحن منظرون*أفبعذابنا يستعجلون*أفرأيت إن متعناهم سنين*ثم جاءهم ما كانوا يوعدون*ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون*وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون*ذكرى وما كنا ظالمين*وما تنزلت به الشياطين*وما ينبغي لهم وما يستطيعون*إنهم عن السمع لمعزولون*فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين‏.‏

أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة ‏{‏وإنه لتنزيل رب العالمين‏}‏ قال‏:‏ هذا القرآن ‏{‏نزل به الروح الأمين‏}‏ قال‏:‏ جبريل‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ‏{‏نزل به الروح الأمين‏}‏ قال‏:‏ الروح الأمين‏:‏ جبريل رأيت له ستمائة جناح من لؤلؤ قد نشرها فهم مثل ريش الطواويس‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن الحسن أظنه عن سعد قال‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏"‏الاوان الروح الأمين نفث في روعي انه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وإن ابطا عليها‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبه عن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏أيها الناس انه ليس من شيء يقربكم من الجنة ويبعدكم من النار إلا قد أمرتكم به، وانه ليس شيء يقربكم من النار ويبعدكم من الجنة إلا قد نهيتكم عنه، وإن الروح الأمين نفث في روعي انه ليس من نفس تموت حتى تستوفي رزقها فاتقوا الله واجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق على ان تطلبوه بمعاصي الله، فإنه لا ينال ما عند الله إلا بطاعته‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ‏{‏بلسان عربي مبين‏}‏ قال‏:‏ بلسان قريش‏.‏ ولو كان غير عربي ما فهموه‏.‏

وأخرج ابن النجار في تاريخه عن ابن عباس والبيهقي في شعب الإيمان عن بريدة في قلوه ‏{‏بلسان عربي مبين‏}‏ قال‏:‏ بلسان جرهم‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن بريدة‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن سلام قال‏:‏ كان نفر من قريش من أهل مكة قدموا على قوم من يهود من بني قريظة لبعض حوائجهم، فوجدوهم يقرأون التوراة فقال القرشيون‏:‏ ماذا نلقى ممن يقرأ توراتكم هذه‏؟‏ لهؤلاء أشد علينا من محمد وأصحابه‏.‏ فقال اليهود‏:‏ نحن من أولئك برآء‏.‏ وأولئك يكذبون على التوراة وما أنزل الله في الكتب إنما أرادوا عرض الدنيا‏.‏ فقال القرشيون‏:‏ فإذا لقيتموهم فسودوا وجوههم وقال المنافقون‏:‏ وما يعلمه إلا بشر مثله‏.‏ وأنزل الله ‏{‏وإنه لتنزيل رب العالمين‏}‏ إلى قوله ‏{‏وانه لفي زبر الأولين‏}‏ يعني النبي صلى الله عليه وسلم، وصفته، ونعته، وأمره‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد ‏{‏وإنه لفي زبر الأولين‏}‏ يقول‏:‏ في الكتب التي أنزلها على الأولين‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏وإنه لفي زبر الأولين‏}‏ قال‏:‏ كتب الأولين ‏{‏أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل‏}‏ قال‏:‏ يعني بذلك اليهود والنصارى، كانوا يعلمون أنهم يجدون محمدا مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل انه رسول الله‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ ‏(‏أو لم يكن لهم آية‏)‏ بالياء‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبه وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ‏{‏أو لم يكن لهم آية ان يعلمه علماء بني إسرائيل‏}‏ قال‏:‏ عبد الله بن سلام وغيره من علمائهم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال‏:‏ كان عبد الله بن سلام من علماء بني إسرائيل، وكان من خيارهم، فآمن بكتاب محمد، فقال لهم الله ‏{‏أو لم يكن لهم آية ان يعلمه علماء بني إسرائيل‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن مبشر بن عبيد القرشي في قوله ‏{‏أو لم يكن لهم آية‏}‏ يقول‏:‏ أو لم يكن لهم القرآن آية‏.‏

وأخرج ابن سعد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطية العوفي في قوله ‏{‏أو لم يكن لهم آية ان يعلمه علماء بني إسرائيل‏}‏ قال‏:‏ كانوا خمسة‏.‏ أسد، وأسيد، وابن يامين، وثعلبة، وعبد الله بن سلام‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏ولو نزلناه على بعض الاعجمين‏}‏ قال‏:‏ يقول لو نزلنا هذا القرآن على بعض الاعجمين لكانت العرب أشر الناس فيه‏.‏ لا يفهمونه ولا يدرون ما هو‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ‏{‏ولو نزلناه على بعض الاعجمين‏}‏ قال‏:‏ لو أنزله الله عجميا لكانوا أخسر الناس به لأنهم لا يعرفون العجمية‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله ‏{‏ولو نزلناه على بعض الاعجمين‏}‏ قال‏:‏ الفرس‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن في قوله ‏{‏كذلك سلكناه‏}‏ قال‏:‏ الشرك جعلناه ‏{‏في قلوب المجرمين‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي جهضم قال ‏"‏رؤي النبي صلى الله عليه وسلم كانه متحير فسألوه عن ذلك فقال‏:‏ ولم‏.‏‏.‏‏.‏‏!‏ رأيت عدوي يلون أمر أمتي من بعدي‏.‏ فنزلت ‏{‏أفرأيت إن متعناهم سنين‏}‏، ‏{‏ثم جاءهم ما كانوا يوعدون‏}‏، ‏{‏ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون‏}‏ فطابت نفسه‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن سليمان بن عبد الملك‏.‏ انه كان لا يدع ان يقول في خطبته كل جمعة‏:‏ إنما أهل الدنيا فيها على وجل لم تمض لهم نية، ولم تطمئن لهم دار حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك‏.‏ لا يدوم نعيمها، ولا تؤمن فجعاتها، ولا يبقى فيها شيء، ثم يتلو ‏{‏أفرأيت إن متعناهم سنين‏}‏، ‏{‏ثم جاءهم ما كانوا يوعدون‏}‏، ‏{‏ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ‏{‏وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون‏}‏ قال‏:‏ الرسل‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون‏}‏ قال‏:‏ ما أهلك الله من قرية إلا من بعد ما جاءتهم الرسل، والحجة، والبيان من الله‏.‏ ولله الحجة على طلقة ‏{‏ذكرى‏}‏ قال‏:‏ تذكرة لهم، وموعظة وحجة لله ‏{‏وما كنا ظالمين‏}‏ يقول‏:‏ ما كنا لنعذبهم إلا من بعد البينة والحجة والعذر‏.‏ حتى نرسل الرسل، وننزل الكتب، وفي قوله ‏{‏وما تنزلت به الشياطين‏}‏ يعني القرآن ‏{‏وما ينبغي لهم أن ينزلوا به وما يستطيعون‏}‏ يقول لا يقدرون على ذلك، ولا يستطيعونه ‏{‏انهم عن السمع لمعزولون‏}‏ قال‏:‏ عن سمع السماء‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله ‏{‏وما تنزلت به الشياطين‏}‏ قال‏:‏ زعموا أن الشياطين تنزلت به على محمد‏.‏ فاخبرهم الله انها لا تقدر على ذلك ولا تسطيعه، وما ينبغي لهم ان ينزلوا بهذا وهو محجور عليهم‏.‏